تقديم المدرسة
كان لتأسيس دار المعلمين ببوزريعة ، سنة 1865 خلفيات معرفية و تربوية و لغوية و ثقافية و كانت بعد احتلال الأرض مقدمة لاحتلال العقول ، و الوسيلة الانجح لصياغة النخب و الآلة الناعمة للدعاية التبشيرية بمجتمع متمدن.
كان من أهداف هذا الجهاز السوسيو تربوي الكولونيالي هو إعادة بعث إيديولوجية جديدة توكل لها مهمة التشويش و خلخلة أفكار الأهالي وإرباك معتقداتهم، و الإجهاز على اللغتين العربية و الأمازيغية
لقد عبر عن خلفيات التأسيس “إيمي دوبي” Aimé Dupuy ،مدير دار المعلمين ،بأن هذا الفعل التنويري يدخل في سياق ميثاق الاحتلال، و في المخطط السياسي ، كانت دار المعلمين تهدف إلى تكوين رُسل فرنسا ، و بهم تسوق مفاهيم «حرية الأجناس و العقائد» ، و بذلك استحقت أن تكون أعلى هيئة مؤسساتية في الجزائر، بتوصيف صاحب رواية الغريب “ألبير كامي “
نجحت الكثير من الاسماء الوطنية في استغلال اللغة الفرنسية كغنيمة حرب ،من أجل المرافعة لأجل القضايا الوطنية و الحفاظ على الذاكرة الوطنية و الدعوة إلى التحرّر ، منهم محمد بن شنب (1869-1921) في حفرياته التراثية، فاسي السعيد(1880) الذي اصدر جريدة صوت الفقراء وذاكرة معلم جزائري، و محمد الشريف ساحلي (1906-1989) الكاتب و المناضل في الحركة الوطنية، و عضو اللجنة الإعلامية بفيديرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا 1955، و ممثل جبهة التحرير الوطني بفرنسا (1957-1962)، و صاحب مؤلفات: المقاومة ، رسالة يوغرطة 1947، الجزائر تتهم 1949، مؤامرة ضد شعب إفريقيا 1950، الأمير عبد القادر ، فارس الايمان 1953 ، تخليص التاريخ من الاستعمار 1965 و أسماء أخرى كثيرة
كانت دار المعلمين مركزا قياديا موازيا لمركز الوزارة الحربية ، من حيث الأهمية، و إذا كان نابليون بونابارت اصطحب معه المطبعة في حملته العسكرية في مصر، فإن الغزو الاستعماري الفرنسي في الجزائر راهن على دور المعلمين في اتمام المهمة بعد السيطرة على الأرض ،فكانت الذراع الذي يبطش باللغة ،و الهوية باستبدالها بمشاريع هوياتية غربية .
كان من أهداف الإنشاء هو تلبية لحاجة المدرسة الابتدائية الفرنسية-الفرنسية إلى المعلمين الأكفاء بحكم تزايد عدد المستوطنين، و من دواعي ظهورها أيضا تثبيت المدرسة الابتدائية الموجهة إلى الجزائريين –الأهالي ، و التي سميت آنداك بالمدرسة العربية –الفرنسية ,
إن أوّل توصية بإنشاء مدرسة ترشيح المعلّمين ظهرت في تقرير الجنرال جورج بيدو Georges BILDAULT سنة 1849 ، و ركزّت في حيثياتها على التعليم الموجه إلى الجزائريين حيث تحتل فيه اللغة العربية الدّارجة مكانة كبيرة ، و في الوقت الذي كانت تفكر فيه اللجنة ببسط فكرها الكولونيالي المعرفي و البيداغوجي و التربوي ، كانت تعمل من جهة أخرى ابتداء من سنة 1863 على ممارسة تجفيف مصادر الثقافة الوطنية من خلال استحداث وظيفة المفتش لمؤسسات التعليم العمومي المفتوحة للأهالي عن طريق المراقبة الصّارمة للتعليم الموجه إلى الجزائريين كالمدارس الابتدائية و الزوايا و الكتاتيب القرآنية التي كانت تشتغل من أجل الحفاظ على مقومات الأمّة ,و مما يوحي أنها كانت جزءا من المشروع الاستراتيجي الاستعماري إبقاء التعليم الأهلي تابعا لوزارة الحرب و ممثليها العسكريين , و قد أعلنت دار المعلمين سنة 1865-1866 عن شروط قبول الالتحاق بها ومنها توفر السن (16-22) ، وشهادة طبية ، و شهادة إثبات المستوى ،و تعهّد لممارسة المهنة لعشر سنوات، بالإضافة إلى شهادة حسن السيرة تسلّم من مدير المدرسة أو قائد الناحية ,
كان من أهداف الإنشاء هو تلبية لحاجة المدرسة الابتدائية الفرنسية-الفرنسية إلى المعلمين الأكفاء بحكم تزايد عدد المستوطنين، و من دواعي ظهورها أيضا تثبيت المدرسة الابتدائية الموجهة إلى الجزائريين –الأهالي ، و التي سميت آنداك بالمدرسة العربية –الفرنسية ,
1. لمحة عن نشأة المدرسة
نشأت المدرسة العليا للأساتذة في الآداب والعلوم الإنسانية بموجب المرسوم التنفيذي 84/206 المؤرخ في 18 أوت 1984؛ وهي مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تحت وصاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي. إذ شرعت المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة بمزاولة نشاطها العلمي والبيداغوجي بداية من الموسم الجامعي 1991-1992 بعد حصولها على مقر مؤقت بملحقة خروبة .
وبالرغم من ضيق المقر وعدم توفره على المرافق اللازمة للتدريس استطاعت المدرسة أن تقوم بالمهام الموكلة إليها في مجال نشاطها البيداغوجي والعلمي لمدة 7 سنوات، أين تحصلت بداية من الموسم الجامعي 1998-1999 على مقرها الحالي الكائن بـــــــ: 93 شارع علي رملي بوزريعة وذلك بعد قرار تحويل المعاهد التكنولوجية للتربية نحو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سنة 1998.
يعود المقر إلى عهد الاستعمار الفرنسي حيث شيد سنة 1860 بمواد بناء من النوع الصلب، حجارة بشكل هندسي على شكل أجنحة متصلة فيما بينهما في نصف دائرة وهي تشكل القسم الأكبر من المجمع العقاري حيث شيدت على شكل أقسام وورشات ومكاتب إدارية إذ تتكون من طابق سفلي، طابق أرضي وطابق أول. كما يظهر المقر ملحقات بالبناية القديمة تشتمل على المخبر وقاعة الرياضة، شيدت حوالي سنة 1970. وملحقات أخرى تم بنائها في السنوات الأخيرة كمكتبة المدرسة و مخابر البحث ومدرجين “مدرج مولود فرعون ” و “المدرج الجديد “مرفق بقاعات للتدريس ، حيث روعي في بنائها الطابع المعماري للمدرسة .
2. الأطر القانونية للمدرسة:
خضعت المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة لأحكام المرسوم التنفيذي رقم 245/81 المؤرخ في 1981/12/05 المتضمن القانون الأساسي النموذجي للمدارس العليا للأساتذة المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم:02/318 المؤرخ في 14/10/2002، كما خضع تنظيمها الإداري للقرار الوزاري المشترك المؤرخ في 1991/07/28 المتضمن التنظيم الهيكلي للمدارس العليا،
تحولت بموجب المرسوم التنفيذي رقم 08-211 المؤرخ في 14 يوليو 2008 المتضمن تحويل المدرسة العليا المتخصصة في الآداب والعلوم الإنسانية في مدينة الجزائر إلى مدرسة خارج الجامعة.
حاليا تخضع المدرسة العليا للأساتذة بوزريعة لأحكام المــرســوم التــنــفـيــذي رقم 16-176 المـؤرخ في 9 رمــضــان عـام 1437 المـوافق 14 يـونـيــو سـنـة 2016 الذي يـحـدد الــقـانـون الأساسي النموذجي للمدرسة العليا المعدل و المتمم لأحكام المرسوم التنفيذي رقم 05-500 المؤرخ في 29 ديسمبر 2005 الذي يحدد مهام المدرسة خارج الجامعة والقواعد الخاصة بتنظيمها وسيرها .
– يخضع تنظيمها الإداري للقرار الوزاري المشترك المؤرخ في 09 جمادى الثانية عام 1439 الموافق ل 25 فبراير 2018 الذي يحدد التنظيم الإداري للمدرسة العليا و طبيعة مصالحها التقنية و تنظيمها المعدل و المتمم للقرار الوزاري المشترك المؤرخ 5 رمضان عام 1428 الموافق ل 17 سبتمبر سنة 2007 الذي يحدد التنظيم الإداري للمدرسة خارج الجامعة وطبيعة مصالحها التقنية وتنظيمها
كما تم تكريس تسمية : المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة باسم:
العلامة الشيخ: مبارك بن محمد إبراهيمي الميلي الجزائري
بموجب المقرر رقم 72 المؤرخ في 08 صفر 1438 الموافق ل 08 نوفمبر 2016.
درس بالمدرسة العليا للأساتذة بوزريعة عبر تاريخها شخصيات أدبية كبييرة على غرار الأديب مولود فرعون .و العلامة ابن شنب والأديب رشيد ميموني وحرز الله محمد الصالح .سليمان جوادي .ايمانويل روبلس …وغيرهم من الشخصيات البارزة .
3. تعاقب المدراء :
- الدكتور بوكعباش عبد اللطيف أول مدير للمدرسة بمقر خروبة من 1991 إلى غاية 1998
- الدكتور محمد الهادي بوطارن من “1998 _ 2006”
- الدكتور عبد القادر هني “2006 _ 2009 “.
- الدكتور عبد الله قلي “2009 _ 2015 “.
- الدكتور عليش لعموري ” 2015 _2019″
- تشغل منصب المديرة حاليا الدكتورة “رتيبة قيدوم”منذ 2019